ان الذي عاش في العاصمة الرباط سنوات الستينيات والسبعينيات، ﻻيمكنه اليوم ان يصدق انه يعيش فعلا في نفس المدينة التي يعرفها، ﻻنها لم تعد تشبهها اوتمت اليها بصلة، فتلك المدينة الجميلة والنظيفة التي كنت تشتاق للتجوال في شوارعها الجميلة، وخاصة شارع محمد الخامس، للاستمتاع بواجهات متاجره ومقاهيه، وكذا بنوعية اﻻشخاص من الجنسين معا الذين كانوا يغشونه في مختلف اﻻوقات، في الليل كما في النهار، بسحناتهم المشعة تفاؤﻻ، وهندامهم الجميل، تحول الى بادية حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى.
وهكذا ففضلا عن انتشار اﻻزبال واﻻوساخ على امتداد الشارع، الذي صرفت على تجميله واعادة تبليط ارصفته، منذ مدة ليست بالبعيدة، ملايير السنتيمات، اصبحت اثرا بعد عين ولم يعد اثرها يلمس على ارضية الواقع، مما يدعو اليوم بالحاح، القائمين على شؤون المدينة، الى اعادة ترميمه لكي يكون منسجما مع مشروع الرباط عاصمة اﻻنوار.
موازاة مع عملية ترميم ارضية الشارع، ﻻبد من اتخاذ اجراءات عملية لتنقيته، من كل الشوائب التي علقت به، في غياب اي مراقبة، ويتعلق اﻻمر بالغزو التتري الذي تعرض له اجمل شارع في المغرب، هذا الغزو المتمثل في شراذم “الفراشة” ومحترفي التسول بمختلف اشكالهم والوانهم وكذا ماسحي الاحذية ،اذ حيثما وليت وجهك في الشارع وفي اي مقهى جلست اوامام اي محل تجاري توقفت، اﻻ وتتعرض لنوع من اﻻرهاب من قبل هؤﻻء الذين يطاردون مرتادي هذا الشارع الذي كان مضرب المثل في النظافة والجمال ايام الزمن الجميل، حيث ﻻيسلم من ارهابهم اي شخص سواء كان مواطنا اوسائحا اجنبيا، لدرجة ان المرء اضحى يتحاشى المرور في هذا الشارع، تجنبا ﻻي احراج اواستفزاز.
فمتى يتحرك المجلس البلدي والوﻻية ووزارة الداخلية ﻻن اﻻمر يتعلق بشارع له خصوصيته، فهو يقدم صورة عن المغرب لكونه يقع وسط العاصمة، حيث توجد السفارات ومختلف التمثيليات الدبلوماسية؟، وما على السلطات اﻻدارية، سوى تطبيق القانون في هذا الباب، حيث تنص المادة326 من القانون الجنائي المغربي، على ان ممارس التسول وهو يمتلك القدرة على العمل، يعاقب على فعله بعقوبة حبسية تتراوح من شهر الى ستة اشهر.
محمد الأمين ازروال
625