من خلال كرونولوجيا الأحداث يتاكد؛ ان الوزراء التقنوقراط غيرالمسيسين الذين اسندت؛ اليهم مسؤولية تسيير قطاع التربية والتعليم؛ اثبتوا جميعا فشلهم على كل المستويات؛ حيث كانوا بمحاولاتهم اليائسة إصلاح القطاع من منظورهم التقني الصرف؛ دون اشراك فعاليات لها صلة بالقطاع نقابية وغيرها؛ سببا في إثارة عدة اضطرابات؛ افضت في نهاية المطاف؛ إلى اضرابات في صفوف رجال التعليم؛ كثيرا ما هددت بجعل السنة الدراسية؛ سنة بيضاء مثلما هو حاصل حاليا؛ على عهد الوزير التقني بنموسي؛ الذي تعامل بعقلية الرجل التقني؛ معتقدا ان كفاءته التقنية كمهندس؛ يمكنها أن تساعده في هندسة القطاع؛ وفق منظوره ومنظور الفريق المحيط به؛ والذي يعتمد عليه في سن سياسة تعليمية؛ مسايرة لطموحاته؛ في تحويل قطاع مركب ومعقد؛ الى مجرد قطاع من القطاعات التي نجح التكنوقراط امثاله نسبيا؛ في تسييرها كقطاع الاشعال العمومية اوالنقل اوالصحة؛ وذلك بعيدا عن أية مشاركة لمختلف الفعاليات المؤثرة؛ في مسار هذا القطاع الحيوي؛ الذي يجب أن يظل بعيدا عن اي مزاجية اوارتجال.
لعل انفراد الوزير بوضع النظام الاساسي للتعليم؛ دون الانفتاح على ذوي الاختصاص وتمكينهم من الادلاء بارائهم في الموضوع؛ هو ما أدى إلى إثارة ردود فعل لدى رجال التعليم؛ وادى بالتالي إلى شن اضراب مفتوح؛ اصبح يهدد بسنة بيضاء اذا لم يتم تدارك الموقف قبل فوات الاوان.
وفي هذا السياق تفيد بعض الاخبار ان جهة عليا؛ قد تدخلت واصدرت تعليماتها لرئيس الحكومة؛ من أجل تطويق الأزمة وان رئيس الحكومة أجرى اتصالاته في هذا الشأن مع النقابات الاكثر تمثيلية؛ وستسفر الايام القادمة عن اجراءات تعيد الامور الى نصابها في هذا القطاع.
محمد الامين ازروال
قطاع التعليم ليس كغيره من القطاعات التقنية الصرفة.. انه قطاع مركب ومعقد وعلاجه يتطلب ارادة سياسية…!
بقلم : ذ أمين أزروال
231