اﻻمة التي ﻻتقاليد لها وﻻ اعراف وﻻ اعراق، هي امة تعاني من شيء اسمه عقدة التاريخ.
واذا كانت بعض الامم تعاني هذه العقدة فعلا، فان المغاربة كما قال عنهم عاشق التاريخ وصانعه،الملك العبقري الحسن الثاني هم ورثة التاريخ.
مناسبة هذا الكلام هو ما ﻻحظته هذه السنة، من غياب اي مظهر من مظاهر اﻻحتفال حتى من طرف وسائل اعلامنا التي لم تقدم مايليق من برامج وشهادات، عن مناسبة من اعز واغلى المناسبات، انها مناسبة عيد اﻻستقلال، التي اعلن فيها جلالة المغفور له محمد الخامس، عن انهاء عهد الحجر والحماية،وبزوغ عهد الحرية واﻻستقلال يوم16نونبر1955، اثناء عودة جلالته متوجا باكاليل النصر من منفاه السحيق بجزيرة مدغشقر.
تحتفظ ذاكرة جيلنا بصور رائعة عن اﻻحتفاﻻت الشعبية والرسمية، التي كانت تقام في جميع مدننا وقرانا، بهذه المناسبة العظيمة، واذكر اننا ونحن تلاميذ صغارا بفاس، كنا نقوم بالطواف على اﻻماكن المخصصة ﻻحتفاﻻت المهنيين، كلا على حدة، للاستمتاع بمشاهدة الفرق الغنائية والفلكلورية، حيث كان اصحاب المهن يتنافسون فيما بينهم، لاظهار كل مظاهر الحفاوة والزينة، وكانت كؤوس الشاي والحلويات وحتى بعض الماكوﻻت الشهية، توزع على المحتفين، وكنا نحن ننال حظنا منها كتلاميذ.
كانت هذه اﻻحتفاﻻت هي السمة العامة على مدى ثلاثة ايام كاملة، اي اﻻيام المجيدة الثلاث وهي ايام 16و17و18 نونبر، وكذلك كان الشان في مختلف المناسبات الوطنية اﻻخرى، كعيد العرش وعيد الشباب.
انها تقاليد نتميز بها وتشكل جزءا من تراثنا وحضارتنا، تجب المحافظة عليها وعدم التفريط فيها، بحال من اﻻحوال ،ومخطيء من اعتقد انها تتنافى ومفهوم الحداثة، اذ هي حتما ليست من قبيل التقاليد البالية التي يجب التخلص منها، كما قد يحلو لبعض حداثيي اخر الزمن، تصنيفها عن سبق اصرار وادراجها في خانتها، فكل الشعوب التي لها ارث تاريخي عريق وحضارة متجذرة مثل المغرب، تتمسك بتقاليدها وتعمل على اغنائها واعطائها كل ما تستحق من الرعاية، ﻻنها تعتبر عنوانا على عراقتها وتجذرها،وتلك هي الوسيلة المثلى لتمكين الجيل الصاعد من الوقوف على صفحات من تاريخه المجيد ،حتى يدرك مدى التضحيات التي بذلها الجيل السابق، من اجل ان تنعم البلاد بحريتها واستقلالها، فهل الى هذا الحد اصبحنا شعبا اما انه فاقد للذاكرة اوبلا ذاكرة؟.
ومن ثم فحذار ثم حذار من التفريط في تقاليدنا وتراثنا ﻻنها جزء من هويتنا اﻻصيلة!.
محمد الأمين ازروال
بمناسبة عيد الاستقلال أمة لاتقاليد لها ولااعراف.. أمة تعاني شيئا اسمه عقدة التاريخ…!
بقلم : ذ محمد الأمين أزروال
276
المقالة السابقة