القضايا المتعلقة بالمؤسسات وذات تسيير عن طريق مجالس هي لاشك لها موارد ذاتية و أخرى عن طريق القيمة المضافة وهذا التدبير يأتي في إطار برامج عن طريق ميزانيات جزء منها مخصص للتسيير وجزء مخصص للتجهيز ، فالأول قار والثاني يحول ويبرمج .
كل هذه الأمور عادية داخل المجالس ، غير أنه أحيانا لما تأتي السنة المالية ويأتي منها ميزانية التسيير بينما تبقى أمور أخرى في التجهيز بمعنى أنها حذفت أو نقصت لاعتبارات إما في التسيير و إما في المبالغة ،وهذا إيحاء من جهة الرقابة .
السؤال هل هذه المجالس لم تكن تضبط أمورها في التعامل مع الميزانيات أو على أن هذه البرامج المرصد لها في بنود الميزانية بعض المبالغ مبالغ فيها ؟
أم أن البرمجة هي خارج اختصاص بعض المجالس ؟
هنا الإيحاء يعطي انطباعين ، هل هذه المجالس تفتقر إلى موارد من شأنها تصحيح هذا الوضع أو أن الخلل في هذه المجالس بمعنى أن تدبيرها لم يكن متناسقا والبرمجة غيرمضبوطة مع الموارد ، غير أن هناك أحيانا في الجزء الأخير الذي أشرت إليه يكون إيحاء المعارضة ضعيفا بالنظر إلى الأغلبية المصوتة لكن ألا يجدر لهذه الأغلبية وهي ترى على أن ميزانيتها ليست كالسابق مكتملة ، ألا يجد ربها أن تحدد من المسؤول داخلها في إطار رقابة ذاتية من أجل تصحيح هذا الوضع والحفاظ على الوعود من أجل أن تأخذ مجراها داخل هذه البرامج أم أن التغريد خارج السرب لمن يرأس هذه المجالس بمعرفته الزائدة إن صح المعنى التي أوصلت عجز هذه المجالس في ميزانيتها لهو أكبر إيحاء لهؤلاء المتربعين على رأس هذه المجالس لأن البناء على المجرد في ميتافيزيقيا حالمة خارج البحث عن الموارد والتمويلات بل أكثر من ذلك و أشدهم هو دخول متربعين على المجالس في شراكات ليس للمجلس من مبالغ لها إلا التصويت أو رصيد قليل ويبني ذلك على وعود غير متأكد من تحقيقها .
أليست هذه مغامرات في التراجع عن الوعود و الإلتزام بها ؟
أليس هذا أكبر إيحاء على أن سلطة الرقابة تدرك تماما هذه العثرات الموغلة في إيقاع هذه المجالس في سوء التدبير ؟
فقط إن كان الأمر على إطلاق المشاريع على عواهنها دون تحديد لمواردها لهو أكبر اندحار لهذه المجالس و أعطي مثالا هنا قد يقوم أشخاص يريدون بناء عمارة و لا يملكون أرضا و لا موارد ويتحدثون عن بنائها ، فهل ستبنى هذه العمارة ولو وجدت الأرض أين مواردها، بمعنى لا يمكن فقط التصويت على المشاريع بكون هذه المجالس لها أغلبية وتصوت على مشاريع ولها جزء بسيط من الأموال كافية لأن تجازف بهذه المجالس ، لذلك الخبرة كانت في جزء من هذه الولاية من خلال تتبعي لبعض المجالس كانت الخبرة والتعنت و عدم الإنصات في كثير من الأحيان أسفر عن كثير من العشوائية في تدبير كثير من المجالس ناهيك عن إعطاء الدراسات في تناف تام والتي هي لاشك أسفرت عن تأزم هذه المجالس أيضا .
إن الإيحاء أردت من خلاله الإشارة إليه في مثل هذه المواقف لهو لمن يدركه حق الإدراك لحفظ لماء الوجه لمن يدبر هذه المجالس فعليهم الإنسحاب بهدوء قبل أن تقوم مؤسسات الرقابة بإعفائهم بتفصيل وعرض مجمل الإيحاءات التي أشرت لها سابقا ، هذا إن لم يكن هناك اختلاس أما إن كان فذاك موضوع آخر و إيحاء من نوع آخر .