إن الإنسانية جمعاء ومنذ آدم عليه السلام الذي كلف بنشر الآدمية هي مشتركة بين المرأة والرجل و آدم وحواء هما بداية هذه الإنسانية في الأرض .
وليس بغريب أن يكون في هذه الإنسانية على وجه البسيطة اتفاق ليوم يكرم شريك أحدهما عمارة الأرض وهي المرأة إلى جانب الرجل .
إننا ومنذ بدء الإنسانية عرف تطور المرأة في المجتمعات اختلافات متفاوتة وفي أداء أدوارها بغض النظر عن اختلاف المناطق والجغرافيا المتواجدة بها ،ناهيك عن لونها والبلد الذي تنتمي لها .
ولست هنا بمعرض ذكر ما كانت تتعرض له المرأة من السلبيات في التعامل معها إلى أن جاء ديننا الحنيف الإسلام ولا شك الديانات السماوية الحقيقية الغير محرفة قبله في التعامل مع المرأة ومع الآدمية جمعاء إذ يقول ربنا في سورة الإسراء : ” ولقد كرمنا بني آدم ” ، أي المرأة والذكر على حد سواء ، فمطلع فجر الإسلام جاءت المساواة في الحقوق وتكريم المرأة وخلصها الإسلام مما كانت تعيشه من حيف قبله .
ومن هنا يأتي دور المجتمع في تعامله مع المرأة في أداء أدوارها ولاشك أن المرأة هي بدونها لا كينونة لمجتمع ما ، إذ البشرية وزيادة نموها بدون المرأة لا وجود لها ناهيك عن ما تقدمه من خدمات تخدم المجتمع في شتى مجالاته أكانت التي في الإدارات وصنوها أم تلك المرأة القروية المنتجة إلى جانب زوجها والتقدير هنا وهنا لكليهما معا كون عجلة الحياة لا تتوقف في جهة دون أخرى ، أي أن التكامل حاصل كتحصيل حاصل غير أن لابد للمرأة القروية الإستفادة من جميع متطلبات الحياة الضرورية و أولها التعليم وهنا لابد أن نستحضر الحكمة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مراحلها الثلاث وأبرزها فك العزلة عن العالم القروي و إيلاء المرأة القروية المكانة الخاصة بها وتوسيعها لدائرة المرأة على مستوى العالم ، إذ نجدها تلك الباحثة في عالم الذرة و الثقة المنوطة بها في نتائج ما تحقق هذا لدليل على أن المجتمع الكوني تغير كليا في نظرته للمرأة .
هذا بالنظر إذا رجعنا إلى دور المرأة في المجتمعات الأوربية وغيرها التي كانت تعرف تحررا من حيث تعامل المجتمع مع المرأة لم يكن هذا ممكنا أبدا في تلك الحقبة لما عانته المرأة في تلك المجتمعات ، غير أن الإسلام بفضل الله في ما خص به الرجل من خصائص والنساء من خصائص يبقى المشترك في المجتمع على حد سواء بينهما وهو ما ذهب إليه جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير :
” بصفتي أمير المؤمنين لن أحرم ما أحل الله و لن أحل ما حرم الله “
لذلك تكريم المرأة في يومها العالمي ما هو إلا نقطة من أجل أن نتذكر على أن تكريمها حسب شرع ربنا هو في كل وقت وكل حين ما علينا في هذا الشهر الفضيل إلا أن نكون كما أراد لنا ربنا أن نكون أمة كما كرمها الله وكما أشرت لها في الآية سابقا .
إن التقدير لآدمية الإنسان صفة ملزمة له لقول رسول الله : “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
إذن من موقعي الأخلاق يكون لنا تقدير مشترك داخل المجتمع و لا يكون تقدير المشترك إلا بتقدير الإنسانية لبعضها البعض واحترام المواقع ، إذ موضوع المرأة انطلاقا من بيتها ودورها بتكوين الأسرة ، هذه الأسرة التي هي فيما بعد أساس المجتمع وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
إذن لنتفق على أن هذه المرأة بدءا من أمومتها هي أمة و لا يمكن للأمة أن تجتمع كأمة إلا بالصلاح وهي ثقة المجتمع في المرأة ، لذلك المرأة هي المجتمع عكس ما يرى البعض نصف المجتمع و إن كان التعبير مجازا في مقصده إذ الرجال رجال والنساء نساء إلا أن كينونة المرأة بمثابة الحاضنة على أولادها في المجتمع وإذ يطول بنا السرد والحكي حول موضوع المرأة إلا أنني رأيت في يومها العالمي أن أخط بعضا مما خالجني في دور المرأة ومن له الحق عليها في بسط ما ذكر وسيبقى ذلك إلى ما شاء الله أن تبقى الحياة .