يرمز يوم 15نونبر لذكرى صدور ظهير الحريات العامة سنة1958،والذي جاء عقب انتفاضة الريف وبني وراين وقبائل تافيلالت بزعامة عدي وبيهي، ضد هيمنة الحزب الوحيد الذي لم يكن سوى حزب الاستقلال، وذلك قبل انفصال جناحه اليساري بزعامة المهدي بنبركة، والذي كان يومئذ هو الحاكم بأمره في المغرب، حيث كان مصير كل من عارض توجهاته هو السجن، وفي خضم هذا الوضع تم ايداع كل من الزعيم أحرضان والدكتور الخطيب، بسجن عين قادوس بفاس، كما تمت محاكمة عدي وبيهي وفرار لحسن اليوسي إلى اسبانيا، حتى لايلقى نفس المصير وهو للعلم كان اول وزير للداخلية، في عهد الاستقلال في حكومة مبارك البكاي، وهؤلاء الاقطاب هم الذين اسسوا فيما بعد حزب الحركة الشعبية وبالذات سنة 1959.
وهكذا نرى أن الفضل في صدورهذا الظهير يعود في الاساس، لزعماء الحركة الشعبية وبذلك أسقط في يد حزب الاستقلال الذي كان يريد للمغرب، أن يكون له صوت اوحد، متأثرا في ذلك بالنظام الناصري الذي كان ابانها هو النموذج المحتذى، من قبل عدد من النخب السياسية في العالم العربي.
نظرا لرمزية يوم 15 نونبر ومن باب الصدفة ربما، وقع الاختيار عليه ليكون يوما للاعلام الوطني، حيث تصادف مع ميعاد انعقاد اول مناظرة وطنية في التسعينيات، حول الاعلام الوطني الذي يستمد تعدديته من التعددية السياسية، التي يتميز بها المغرب بفضل ظهير الحريات العامة.
في هذا الجو المفعم بالحرية والتعددية، تم تأسيس عدد من المنابر الاعلامية لترجمة رؤية اصحابها، حول عدد من القضايا السياسية الوطنية والدولية، وكذا للتعبير عن ارائهم حولها، وحتى يتأتى لهذه المنابر الحصول على المعلومة ولتزويدها بالاخبار، تم تأسيس وكالة المغرب العربي من قبل السيد المهدي بنونة، الذي كان يومئذ يشتغل بقسم الصحافة بالديوان الملكي، ما يعني أن المؤسس الحقيقي للوكالة هو جلالة الملك محمد الخامس، وهو الذي دشنها شخصيا كما انه هو الذي اختار لها الشعار الذي ظلت تتميز به، وهو شعار “الخبر مقدس والتعليق حر”، والذي ينسجم اساسا مع التعددية السياسية، ومعلوم أنه لولا دعم الدولة المتواصل لهذه الوكالة، لما استمرت في أداء رسالتها، إلى أن استردتها الدولة في السبعينيات، مقابل تعويض مالي محترم توصل به السيد بنونة، وهذا دليل على ان الوكالة لم تكن وكالة خاصة منذ تاسيسها، وذلك خلافا لمن يعتقد ان مؤسسها هو بنونة وأنها انتزعت منه.
محمد الأمين ازروال
15 نونبر ذكرى صدور ظهير الحريات العامة..ورمزية تخليد اليوم الوطني للاعلام…!
بقلم : محمد الأمين ازروال
240