شكل موضوع “وثيقة المطالبة بالاستقلال: مقاربة تاريخية ودينية” محور ندوة علمية نظمها اليوم الأربعاء، المجلس العلمي المحلي لكلميم، بمناسبة تخليد الذكرى ال 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وتروم هذه الندوة المنظمة بشراكة مع النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم وادنون، والمديرية الجهوية للتواصل، الوقوف عن دلالات هذه الذكرى (11 يناير 1944) ومعانيها العميقة التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأكد فهد العيساوي، عن المجلس العلمي المحلي لكلميم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار الأنشطة الإشعاعية الدينية والثقافية والعلمية التي ينظمها المجلس، مضيفا أن هذا اللقاء يهدف إلى التعريف بالتضحيات الجسام التي قدمها الآباء والأجداد في تلاحم بين العرش والشعب من أجل تحرير الوطن من الاستعمار الغاشم، وكذا استخلاص الدروس والعبر لاسيما بالنسبة للشباب والأجيال الصاعدة باعتبار أن التاريخ هو منبع للتشبع بالقيم الدينية والوطنية.
وأشار السيد العيساوي، في مداخلة خلال هذه الندوة، أن المجلس العلمي المحلي يسعى إلى إبراز البعد الديني والروحي لوثيقة المطالبة بالاستقلال والتعريف بها لدى الناشئة، متطرقا أيضا إلى مفهوم الوطن والعمل الوطني، وكذا مقومات المواطنة الحقة من خلال مضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال.
من جهته، اعتبر النائب الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الحبيب الكرف، أن هذه الذكرى هي حدث تاريخي نوعي وجيلي يجسد أوج الوعي الوطني وعمق التلاحم والترابط بين العرش والشعب ذوذا عن حمى الوطن ودفاعا عن مقدساته وثوابته، مضيفا أن هذه الذكرى هي مناسبة لترسيخ قيم الوطنية الحقة وشيم المواطنة الإيجابية في نفوس الناشئة والأجيال الصاعدة.
من جانبه، أكد المدير الجهوي للتواصل، مصطفى جبري، أن الاحتفال بهذه الذكرى هو لحظة لاستخلاص الدروس والعبر المتمثلة في قيم الوفاء والتضحية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه.
وأكد باقي المتدخلين، وهم أعضاء بالمجلس العلمي المحلي لكلميم، وباحثين في التاريخ، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت حلقة من حلقات المسيرة النضالية للأمة ومحطة نوعية من محطاتها العديدة المتواصلة، مبرزين السياق التاريخي والأبعاد الدينية والروحية لهذا الحدث التاريخي.
وأشاروا إلى أن فكرة المطالبة بالاستقلال لم تكن وليدة عام 1944 وإنما عوامل متعددة داخلية وخارجية ساهمت في بلورة هذه الوثيقة، منها أن مقاومة المغاربة للاحتلال الفرنسي والإسباني انطلقت ما قبل التوقيع على معاهدة الحماية في مارس 1912 حيث ظهرت مقاومة مسلحة للدفاع عن حرية البلاد واستقلالها.
كما توقفوا عند المقاربة الفقهية لوثيقة المطالبة بالاستقلال وما تتضمنه من حمولة دينية وروحية من خلال هندستها الشكلية وما تحتويه من مصطلحات ذات بعد وطني وديني.
وتميز هذا اللقاء بعرض شريط وثائقي من طرف المديرية الجهوية للتواصل، يؤرخ لهذا الحدث التاريخي وأبرز المحطات التاريخية التي عاشها المغرب في تلك الفترة.