367
1- ماذا بقيت من حزب الحركة الشعبية ؟
هذا هو السؤال الذي يواجهنا جميعا ، حركيات و حركيين ، قيادة وقواعد ، مجلس حكماء ، أمانة عامة ، مكتب سياسي ، مجلس وطني ، منظمات موازية ، روابط و روافد موازية للحزب مركزية وجهوية و محلية .
فحزب الحركة الشعبية بالأمس ليس هو حزب الحركة الشعبية اليوم ، لقد ترأس وقادة العمل السياسي بالأمس ، و هو بالمعارضة اليوم ، و يطمع للعودة بقوة من جديد.
2 – ثم ما هو حال حزبنا اليوم ؟
و ماذا نريد من حزبنا غدا ؟ و ما هو موقعه في مصاف الأحزاب السياسية ؟ و ما هو مشروعه السياسي المجتمعي؟ و ما هي الأسماء القيادية التي تفكر و تنظر و تكتب و تدافع عن هذا المشروع ؟ و ما هي إسهاماتها و إنتاجاتها في الساحة الفكرية و السياسية المغربية ؟
لعلى حال حزبنا اليوم في المعارضة يقاوم الثالوث السياسي الذي ابتلى به المشهد السياسي المغربي اليوم ، و يدافع عن حق المغاربة في العيش الكريم ، و يحاول تجديد نفسه بالانتقال من العمل بالموضوع إلى العمل بالمشروع ، فتواجد حزبنا خامسا في مصاف الاحزاب السياسية يفرض علينا جميعا محركين و حركييات المزيد من تظافر الجهود للعودة به إلى صف الأوائل ، كما يفرض علينا حال حزبنا اليوم العمل على البناء التنظيمي القوي له ، و العمل على استقطاب الكفاءات الفكرية و العلمية و الأدبية و السياسية من مختلف شرائح المجتمع لتقوية وتطعيم روافدنا الفكرية و السياسية و التنظيمية ، و هذا سيساهم في تجديد المشروع السياسي الاجتماعي لحزبنا . وبه يعود حزبنا للمصاف الأولى.
3- ماذا قدم المكتب السياسي اليوم من جهود في بناء الحزب فكريا و إعلاميا و سياسيا و تنظيميا و ماليا ؟
ماذا قدم المنتخبين الحركيين مركزيا و جهويا و محليا من مبادرات ذاتية تساهم في تقوية التنظيمات الجهوية و الاقليمية و المحلية للحزب ؟ و كم من دورات تكوينية عقدت للقيادات جهويا و اقليميا و محليا ؟ و كم من مهرجانات خطابية نظمت ؟ و كم من لقاءات تواصلية أنجزت ؟
فلا حزب قوي بدون قيادة قوية ، و قواعد ناطقة به ، و هذه الاسئلة لا يمكننا كأعضاء للمجلس الوطني أو كمتخرجين بالحزب الاقتراب منها بقدر ما يمكننا طرحها فقط على السيد الأمين العام و مكتبه السياسي و طاقمه الإداري ليقدم لنا الحصيلة منذ فبراير 2023 إلى ماي 2024.
4- بل ماذا قدمت الأمانة العامة للحزب منذ انتخابها إلى اليوم من مبادرات و إسهامات لتقوية حزبنا و جعله يرتقي إلى مصاف الأحزاب الكبرى ؟ تم ما هي القرارات التي اتخدها السيد الامين العام من أجل إعادة النفس السياسي الحركي للحزب ؟ و هل تواجهه إكراهات و موانع و عوائق في اتخاذ مثل هكذا قرارات ؟ فعليه أن يصدع بها إن وجدت ؟
فمن أجل حزب الحركة الشعبية نحتاج إلى قيادي يتخذ قرارات كبيرة و خطيرة لكسر نمطية السير العادي ، بل قرارات قد تزلزل و تهدم كل بعض الشيء ، لكنها تبني و تشيد كل شيء ، فإن نجح الأمين العام في بناء عمودي لتنظيمات الحزب ، فإنه فشل في بناء تنظيمات جهوية و إقليمية للحزب ، و قد وعد والتزم بها امام اعضاء المجلس الوطني في دورة 4فبراير 2023، فماذا وقع ؟ وماذا حدث ؟ و كيف نفسر تمكنه من بناء تنظيمات عمودية و فشله في بناء تنظيمات جهوية و اقليمية رغم التزامه بذلك امام برلمان الحزب .
5- أين الدرع الإعلامي و التنظيمي و الإداري و المالي للحزب ؟ و من يقوم بهم و يسهر عليهم ؟
و ما هي طرائق اشتغالهم ؟ في الإعلام ما هو خطنا التحرري ؟ و ما هي الفئة المستهدفة من طرف أعلامنا ؟ و ما هي الآليات و الميكانيزمات التي يستغل بها داخل الفضاء العام ؟
-فمن أجل حزب قوي نحن في حاجة إلى تنظيم سياسي في عصر الرقمنة بأدرع إعلامية ، إدارة رقمية ، تنظيم سياسي مركز وجهوي محكم ، و مالية محاسبتية رقمية .
-فمن أجل حزب الحركة الشعبية نحن في حاجة إلى مكتب سياسي قوي وبه يتحقق الحضور الإعلامي و الفكري و التنظيمي مع المواطنين بشكل دائم .
– فمن أجل حزب الحركة الشعبية نحن في حاجة إلى مجلس وطني قادر على مراقبة و تقييم عمل المكتب السياسي و محاسبته بشكل ديمقراطي شفاف ونزيه .
– فمن أجل حزب الحركة الشعبية نحن في حاجة إلى أمين عام قادر على اتخاذ القرارات دون محاباة و تنفيذ مقررات المجلس الوطني بدون عاطفة. وبه يتحقق البناء الكامل للحزب فكريا و تنظيميا و سياسيا و إعلاميا.
بقلم الدكتور عيدودي
عضو المجلس الوطني للحزب