نظّمت المصلحة التعليمية بسفارة المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للكسمبورغ و مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، النسخة الرابع عشرة من الحفل الّرسمي السنوي على شرف التلاميذ، من أبناء الجالية المغربية ببلجيكا، الذين تفوّقوا في الدورة الأخيرة لمباراة نيل شهادة الاعتراف باستكمال الدروس الابتدائية في اللغة العربية والثقافة المغربية وذلك بمدينة بروكسيل يومه السبت 8 يونيو 2024
وقد حضر الحفل السيّد محمد عامر، سفير صاحب الجلالة لدى المملكة البلجيكية والذوقية الكبرى للكسومبورغ ،مرفوقا بالسّادة القناصلة العامّين بقنصلتي بروكسيل ولييج
، ووفد رفيع عن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ترأسته السيّدة نجوى روميجة مديرة بنية التربية والتعدّد بالمؤسسة التي كانت مرفوقة بالسيّدة فاطمة الزهراء اليحياوي، المسؤولة عن برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج، هذا وحضر الحفل ممثل المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة.ورؤساء المؤسسات
وكما جرت العادة والتقليد، وقف الجميع لتحيّة العلم على أنغام النشيد الوطنيّ المغربي، وذلك قبل أن يتناول السيّد السفير الكلمة، التي رحّب من خلالها بالضيوف وشكر مؤسسة الحسن الثاني و هنّأ المتفوقين وذويهم على النجاح المستحق، مثنيّا في ذات السياق على العمل المشرّف الذي تبدله البعثة التعليمية والثقافية المغربية المعتمدة لدى السفارة لفائدة مغاربة بلجيكا، مسترشدين في ذلك بالتوجيهات الملكية السّامية، التي تجسّد العناية الخاصّة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذه الفئة العزيزة من الشعب المغربي، ونوّه السيد السفير بوجاهة وتأطير السيد يوسف الريّاني رئيس مصلحة التعليم بالسفارة كما أشاد وبحرارة بالمجهودات الجبّارة والتضحيّات التي يبذلها لصالح هذا الملف، وركّز معاليه على عمق ومتانة العلاقات المغربية البلجيكية وأكّد في ختام كلمته على عزم سفارة المملكة المغربية توسيع العرض التربوي الذي تقدمه البعثة ليشمل كافة المدارس البلجيكية مع دعم تواجد وخدمات أعضاء البعثة المغربية بمختلف الجمعيات التي تعنى بهذا النوع من التعليم
لتتناول بدورها السيّدة نجوى روميجة الكلمة، التي استعرضت من خلالها مختلف البرامج التربوية والاجتماعية والروحيّة والقانونية التي تضطلع بها مؤسسة الحسن الثاني لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، مورِدة رزنامة من الاحصائيات المحيّنة التي تبرز محورية مسألة تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بالنسبة للمؤسسة
بالخارج، مورِدة رزنامة من الاحصائيات المحيّنة التي تبرز محورية مسألة تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بالنسبة للمؤسسة
وقد أوضح السيّد يوسف الريّاني في حديثه عن السيّاق العام لهذا النشاط الاشعاعي الذي تنفرد بتنظيمه البعثة التعليمية ببلجيكا، أنّه يأتي تتويجا لعمل دؤوب ومتواصل يقوم به أعضاء البعثة ويغطّي كلّ السنة الدراسيّة، كما أنّه يأتي بُعيد الدّورة الرابع عشرة التي اجتاز فيها المئات من المستفيدين والمستفيدات من خدمات أساتذة اللغة العربية والثقافة المغربية ببلجيكا، والمستوفين للشروط المطلوبة، مباراةَ نيلِ شهادة الاعتراف باستكمال الدروس الابتدائية.
وأضاف ذات المصدر أنّ المباراة المذكورة تستهدف تقييم مدى تمكّن المتبارين من مختلف المعارف ذات الصّلة باللغة العربية وتاريخ وجغرافية المغرب والترجمة ، زيادة على قياس مدى تبنّيهِم للاتجاهات والسّلوكات الايجابية التي يقتضيها العيش المشترك، لافِتاً إلى أنّ برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية نجح في الجمع بين الحُسنيين: تمتين الوشائج الانسانية بين مغاربة بلجيكا وبلدهم الأصلي المغرب، من جهة، وإعدادهم للاندماج السّلس والايجابي في محيطهم السوسيوثقافي والاقتصادي بمجتمعهم البلجيكي، ما يفضي إلى تحقيق التّوازن المنشود في شخصياتهم، من جهة أخرى، مشيرا إلى أن مؤسسة الحسن الثاني منكبّة حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج المقام الثقافي الذي سيمكّن مئات الأطفال المغاربة من جميع أنحاء العالم، بينهم مئة وعشرة من بلجيكا لوحدها، وقد كان الحفل مناسبة التقى خلالها بعض التلاميذ الذين يشاركون خلال هذه الدورة بالسيد السفير و القناصلة العامّين، ولابد من التذكير في هذا السياق بأن
المؤسسة تنظم مخيما صيفيا تأخذ خلاله على عاتقها كل تحمّلات السفر والإقامة والتغذية التنشيط، لفائدة أبناء وبنات مغاربة العالم، وذلك لتقوية ارتباطهم بالوطن الأصلي، وتمكينهم من الوقوف عن كثب على الإنجازات الكبيرة التي راكمها المغرب
هذا، وقد حظي حفل الاحتفاء بالمتفوقين في المباراة، بتغطية إعلامية واسعة هذا الموسم، حيث نجحت هذه التظاهرة في استقطاب مختلف وسائل الإعلام الوطنية: المكتوبة والمسموعة والمرئية، إلى جانب المنابر الإعلامية المحلية الأكثر شعبية في أوساط المغاربة القاطنين ببلجيكا، كما تميّزت هذه الدورة بدرجة عالية من التنظيم بفضل ما يتوفّر عليه الفضاء الجديد الذي احتضن التظاهرة من بنية استقبال حديثة حقّقت أقصى درجات الرّاحة للضّيوف وانسيابية في حركة أعضاء مختلف اللجان التنظيمية.
وفي جوّ عائلي ومغربي دافئ، اتّسم بتقديم الشّاي والمئات من الاطباق المتنوّعة من الحلويّات المغربية، تخلّلتها مقاطع موسيقة أصيلة، كان الحضور هذا العام، على موعد مع لوحات إبداعية: تربوية وفنية واستعراضية، سهر على تنشيطها السيّد يوسف الريّاني، مسؤول المصلحة التربوية لدى سفارة المملكة المغربية ببروكسيل، والتي أبان من خلالها التلاميذ والتلميذات عن تمكّنهم من اللسان العربي الفصيح، و استيعابهم وتملّكهم لمختلف عناصر الثقافة المغربية المتعدّدة الروافد العربية و الصّحراوية والامازيغية .، كما عكس المستوى اللائق الذي ظهروا به، حجم المجهودات التي بذلتها البعثة الثقافية المغربية طيلة سنة دراسيّة كاملة سيما وان فقرات الحفل تناولت قيم التضامن لدى المغاربة الاي جسدتها فاجعة زلزال الحوز وبينت المعدن الحقيقي للمغاربة ..
ولم تخل محطّة توزيع الجوائز، على الستّين تلميذا وتلميذة الأوائل هذا العام، من مفاجآت سارّة ولمسات إبداعيّة، تفتّقت عنها عبقريّة أعضاء البعثة الثقافية المغربية، أضفت على المناسبة أجواء إضافية من الاحتفالية والبهجة، و كان لها بالغ الأثر الطيّب على نفوس المحتفى بهم، كما لاقت استحسان وثناء الجمهور الكثيف الذي حجّ من مختلف جهات بلجيكا لحضور هذه المناسبة السنوية المشهودة، وتجدر الإشارة إلى أن المباراة الأخيرة لنيل شهادة الاعتراف باستكمال الدروس الابتدائية، عرفت مشاركة مئات المتبارين والمتباريات من جميع مناطق المملكة البلجيكية.
واختتم الحفل الكبير على وقع تصفيقات التشجيع التي عبّرمن خلالها الحاضرون من مختلف مكوّنات الجالية المغربية ببلجيكا عن سعادتهم الغامرة بالنجاح الباهر لهذه النسخة، معربين عن مشاعرهم الوطنية الجيّاشة التي أيقظت جذوتَها الأعلام الوطنيّة الخفّاقة والأناشيد والأغاني الوطنيّة التي تصدح بها القاعة الفسيحة التي احتضنت فعاليات هذه الدورة، و التي أكّدوا عبرها عن تعلّقهم بالوطن الأمّ ووفاءهم للعرش العلوي المجيد، ضاربين موعدا السّنة القادمة .