نشرت يومية الأخبار في عدد يوم الخميس فاتح يونيو 2023 ، أن ابتسام فطاح رئيسة جماعة عامر بسلا وضعت استقالتها بمكتب عمال عمالة سلا ، يوم الخميس الماضي ، اختفت عن الأنظار ، منذ مساء اليوم نفسه ، و أغلقت هاتفها ، كما أن أفرادا من عائلتها ينفون معرفتهم بمكان تواجدها ، فيما أفادت مصادر متطابقة بمغادرتها التراب الوطني صوب فرنسا .
ووفق المصادر ذاتها ، فإن النائب 2 للرئيسة عبد الكريم الزمزامي ، يسابق الزمن للتواصل مع رئيسة الجماعة المستقيلة ، من أجل إقناعها بالتراجع عن الإستقالة التي ستصبح نافذة بعد الموافقة عليها من طرف عامل سلا ، ما يعني حل مكتب المجلس والدعوة إلى انتخاب مكتب جديد .
ويروج في نطاق واسع أن الرئيسة المستقيلة ضاقت ذرعا بالترامي على اختصاصاتها ، وتهميشها من طرف عبد الكريم الزمزامي ، ومدير المصالح ، مع تحملها التبعات السلبية للمسؤولية التي تطوق عنقها ، وتلقيها لانتقاذات يومية من طرف ساكنة الجماعة و أعيان القبيلة ، سيما بعد صدور مشروع تصميم التهيئة الذي فصل على مقاس مصالح النافذين وكبار المنتخبين و أصحاب المصالح .
ووفق المصادر تضيف جريدة الأخبار ، فإن تنبيه ابتسام فطاح ، من قبل أعضاء بالمعارضة ، إلى التبعات القانونية لبعض القرارات التي وقعت عليها دفعها إلى التفكير في الإستقالة منذ نهاية يناير الماضي ، سيما أن بعض التوافقات التي حملتها إلى الرئاسة انهارت ، بما في ذلك بعض الوعود حول وضعها الإعتباري والشخصي ، كما أنها أقدمت على استشارات واسعة قبل الإقدام على قرار الإستقالة خاصة من خلال التوضيحات التي طلبتها من رجال السلطة بخصوص بعض القرارات التي يطلب منها توقيعها من طرف مسؤولين نافذين وبعض رؤساء المصالح ، سيما ذلا الأثر المادي على الجماعة ، وقرارات الأمر بالأداء ، وتوزيع سندات الطلب ، واستعمال سيارات المصلحة ، واستغلال سيارات الرئيس ، وتوقيع بعض القرارات التي لا تخلو من تبعات قانونية .
و أشعلت استقالة رئيسة جماعة عامر سباقا محموما لتكوين أغلبية جديدة تمزج بين مكونات الأغلبية والمعارضة بهدف تشكيل مجلس جماعي متحرر من أجندات بعض الأطراف كما فتحت هذه الإستقالة الباب للتكهنات حول مستقبل الجماعة ،والتي تحظى بتتبع شعبي واسع ، اعتبر استقالة فطاح انتصارا لضحايا مشروع تصميم التهيئة الذي يهدد بمحو وجود قبيلة عامر من المنطقة ، وسط تساؤلات عن محاولات دمج جماعتين في تصميم تهيئة واحد ، وترويج العديد من المعلومات التي تفتقد للتدقيق مما أغضب الساكنة .
وكانت الأخبار تفردت بنشر معطيات حول الإحتجاجات المتواصلة لسكان جماعة عامر منذ نشر مشروع تصميم التهيئة الخاصة بجماعتي عامر وبوقنادل ، حيث يرجح أن ردود أفعال الساكنة على مشروع تصميم التهيئة عجلت بإقدام رئيسة الجماعة على الرحيل .
وعلى الرغم من برمجة الجماعة لتسعة لقاءات تواصلية مع ساكنة الجماعة حسب الدواوير على مدار أسبوعين ، إلا أن ذلك لم ينه الإحتقان الذي يتجسد في توافد آلاف المتضررين إلى مقر الجماعة يوميا .
وشكل رفض الساكنة لمشروع تصميم التهيئة الجواب الوحيد على قرار نشر مشروع تصميم التهيئة ، بعد أن تضمن برمجة العديد من المرافق والتجهيزات على حساب حقوق الساكنة والملاك الأصليين و أصحاب القطع الأرضية وعددهم بالآلاف .
وواجهت قبائل عامر كافة تصميم التهيئة المقترح بالرفض والإنتقاذ والغضب ، بعد تخصيص مساحات شاسعة من أراضي سكان القبيلة ، وملاك القطع الأرضية و ذوي الحقوق ، لمرافق تتنوع بين مناطق صناعية حرة ومناطق لأوتليت و أخرى للوجستيك ومناطق مخصصة لاستقبال قاعات العرض و أخرى مخصصة لاحتضان المقاولات الناشئة .
ونص مشروع تصميم التهيئة الجديد على تخصيص منطقة لاستقبال التجهيزات العمومية والخاصة ذات الطابع الرياضي ومنطقة للتدخل العمومي مخصصة للتطوير العمراني أو عمليات التهيئة الكبرى ومنطقة ممنوعة البناء ومناطق للإحتياط الإستراتيجي ، إضافة إلى مناطق مفتوحة للتعمير مخصصة للفيلات ومناطق للسكن الاقتصادي ومناطق للعمارات المتراصة ومناطق للعمارات الموجهة المنفتحة أمام المناطق الخضراء .
عن جريدة الأخبار
