الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 01h28 GMT
عدد رقم 2470

مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي يدعو الحكومة إلى التدخل العاجل والناجع لتخفيف تداعيات الأزمة العالمية المركبة على الاقتصاد المغربي وعلى المواطنين - وثيقة -

مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي يدعو الحكومة إلى التدخل العاجل والناجع لتخفيف تداعيات الأزمة العالمية المركبة على الاقتصاد المغربي وعلى المواطنين
مساء الجهة : بلاغ
الاثنين 6 يونيو 2022 22:14

مع تفاقم الأزمة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا وتداعياتها الدولية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، و تدني أي أمل في إنهاء هذه الحرب على المدى القصير، بشكل ينذر بتعميق تأثيراتها العابرة للحدود، مع تحذير الأمم المتحدة من مجاعة تهدد الدول الفقيرة خصوصا، و ما يترتب عن ذلك من اضطرابات أمنية و هجرات جماعية عبر العالم، ولا شك أن قارتنا السمراء تعد الأكثر تهديدا بتفاقم أزمة الأمن الغذائي، ليس فقط بسبب الحرب، بل كذلك كنتيجة طبيعية للجفاف المرتبط بالتغيرات المناخية، كما هو الأمر بالنسبة للوضع الإنساني المأزوم الذي تعيشه اليوم بعض دول شرق إفريقيا (إثيوبيا، كينيا والصومال).

   بالإضافة إلى الغذاء، يعيش العالم أزمة طاقية هي الأصعب خلال القرن الواحد والعشرين، بسبب نقص الإمدادات من النفط والغاز والفحم، وضع ينضاف إلى التأثيرات الوخيمة لجائحة كورونا بسبب عمليات الإغلاق وتعطيل سلاسل التوريد، مما أدى إلى إعاقة ضمان ولوج الجميع إلى الطاقة والغذاء بشكل منتظم ومستدام وبأسعار معقولة.

   إن المغرب ليس بمعزل عن هذه الأزمة المركبة، حيث تعيش نسبة مهمة من المواطنين وضعا مزريا متسما بارتفاع أسعار المواد الغذائية و الطاقية بشكل تصاعدي، في ظل استمرار الحرب و تأثير تأخر التساقطات المطرية على الإنتاج الفلاحي الذي يعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، أمام عدم تمكن الحكومة من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف هذه التداعيات على المواطن البسيط، رغم بعض المبادرات المحمودة التي لا تصل إلى مستوى الإستدامة.

   إن مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي، كمشروع سياسي شبابي بفكر جديد، انطلاقا من واجبه و من عمق شعاره الأبدي "تمغربيت... الوطن أولا"، إذ يشيد بالموقف المغربي المتزن من الحرب الروسية الأوكرانية، فهو يدعو الحكومة إلى التدخل العاجل والناجع لتخفيف تداعيات الأزمة العالمية المركبة على الاقتصاد المغربي وعلى المواطنين، من خلال:

  • ضرورة ابتعاد الحكومة عن المنطق التبريري، فالأزمة إذا كانت لها أبعاد دولية واضحة، فالحكومات وجدت كذلك لتدبير الأزمات وابتكار الحلول بما يضمن تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، مع ضرورة تجاوز الحلول الترقيعية كتلك المتعلقة بدعم المهنيين في قطاع النقل على حساب فئات واسعة من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، فئات لم تتجاوز بعد آلام وكدمات جائحة كورونا التي أنهكت كاهلها وأثرت سلبيا على وضعها الاجتماعي وقدرتها الشرائية، وهي جائحة يظهر أنها لم تنتهي بعد.
  • الإسراع في فرض ضريبة إجبارية على ثروات الأغنياء، وسن نظام ضريبي تصاعدي وتضامني، مع مضاعفة المجهودات لمحاربة التهرب الضريبي والفساد الذي يكلف المغرب أكثر من 6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، واسترجاع الأموال المنهوبة التي يحتاج إليها الشعب في هذه الظرفية الصعبة أكثر من أي وقت مضى.
  • تأسيس "صندوق الكرامة" أو "صندوق تيويزي"، في إطار مأسسة التضامن كقيمة من قيم "تمغربيت"، صندوق تساهم فيه الشركات والمؤسسات والمواطنين، مع توجيه موارده لتخفيف ارتفاع الأسعار، وتقديم دعم مباشر للفقراء والفلاحين المتأثرين بتأخر التساقطات المطرية، وكذا لفائدة بعض المقاولات الصغرى والمتوسطة المهددة بالإغلاق.
  • الإسراع بتعزيز المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية والطاقية والدوائية، وفق مقاربة وطنية مندمجة، وتنفيذ مشاريع هادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي وفق التصور الاستراتيجي الوارد في الخطاب الملكي خلال افتتاح البرلمان في أكتوبر 2021.
  • تحقيق الأمن الغذائي رهين بمراجعة السياسات الحكومة لصالح تحفيز إنتاج الحبوب والزيوت النباتية والسكر، كمواد أساسية وضرورية للمغاربة، ووقف تراجع المساحات المزروعة بالحبوب لصالح مواد غذائية ثانوية بمبرر جلبها للعملة الصعبة، وجعل تحقيق الأمن الغذائي وتجاوز التبعية الغذائية، منطلقين أساسيين لكل المشاريع والمخططات الفلاحية مستقبلا.
  • تسقيف الأسعار وتحديد هوامش الربح وتشديد مراقبة سلاسل المضاربة، وإعادة تشغيل مصفاة لاسامير لتكرير وتخزين المواد الطاقية.

   إن مشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي، مقتنع بأن  بناء الدولة الاجتماعية، رهين بوفاء الدولة بالتزاماتها الاجتماعية من خلال توفير تعليم وصحة مجانيين وبجودة عالية، و ضمان الحق في الشغل للجميع، ويعتبر أن الأزمة العالمية لم تكن سببا وحيدا في تأزم الوضع، بل إن الأمر يتعلق في العمق بالاختيارات الاقتصادية والاجتماعية لمختلف الحكومات المتعاقبة، اختيارات نيوليبرالية أبانت عن فشلها في هذه الظرفية الدقيقة التي يمر منها العالم، ظرفية تحتاج إلى استخلاص الدروس لإعادة النظر في هذه الاختيارات الاستراتيجية، للمضي قدما بثبات وهدوء نحو المستقبل.

   إن مشروع الحزب إذ يدعو الحكومة إلى التدخل العاجل والناجع لتخفيف تداعيات الأزمة على معيشة المواطنين، فهو مؤمن بضرورة تكاثف الجهود و انخراط الجميع في العمل من أجل تجاوز كل العقبات و التعامل مع كل المستجدات بمسؤولية، لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وبناء نهضة مغربية جديدة تليق بتاريخ وحضارة وطننا العريق، وتستجيب لتطلعات شعبنا، كما يجدد تشبثه بقضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، ويشيد بالعبقرية والحكمة الملكيتين اللتين تدبر بهما سياستنا الخارجية، ويدعو النظام الجزائري إلى الكف عن مواقفه العدائية الفاشلة و غير المقبولة تجاه المغرب، ويذكره بأن قضية الصحراء المغربية هي قضية وجود بالنسبة للمغاربة جميعا ملكا وحكومة وشعبا، وأن ما تتطلع إليه شعوب المغرب الكبير ليس المؤامرات الخبيثة و محاولات تصدير الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنما التنمية و الديمقراطية و التقدم إلى الأمام لإيجاد موطأ قدم لها بين الأمم في عصر التكتلات الإقليمية و الدولية.



مقالات ذات صلة
التعليقات