
أكد الأستاذ رضوان القادري رئيس جامعة كفاءات العالم خلال الندوة الدراسية التي نظمتها جريدة معاريف بريس في موضوع الأزمة الليبية : "جوانب الخلاف السياسي والعسكري و إمكانيات التسوية " وقد حضرها الأستاذ أبوبكر الطويل السفير القائم بأعمال السفارة الليبية لدى المملكة المغربية وثلة من المثقفين والفعاليات السياسية ... أن دولة
ليبيا تعيش حالة اللاستقرار منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد النظام السابق الذي تربع عليه العقيد معمر القدافي من سنة ١٩٦٩ الى 2011. وهي فترة حكم ليست بالسهلة، ترسخ خلالها نمط سياسي معقد أثر في حياة المواطنين وطريق عيشهم واسلوب تفكيرهم.
لم تكن هناك احزاب سياسية ولا منظمات ولا نقابات ولا جمعيات، وهو أمر جعل الليبيين يواجهون مرحلة ما بعد الثورة بأدوات ثورية بمرجعيات قبلية ومذهبية استعصى معها التوصل إلى اتفاق سلام يعم البلاد ويوحد أطرفها بين الشرق والغرب.
فضلا عن العامل الداخلي المتمثل في تأزم الوضع السياسي والأمني بسبب انصراف اطراف الثورة إلى أجنحة متصارعة، كان للتدخل الأجنبي دور دراماتيكي على توطيد اي علاقة سلمية بين الاطراف الليبية، وهذا عامل خارجي لا يتوقف عن توسبع الهوة بين المتحاورين الليبيين.
في الظاهر هناك أطراف دولية مهتمة بخلق السلام في ليبيا، وقد عقدت لهذا الغرض مؤتمرات ولقاءات في امكنة متعددة في المنطقة واوروبا (برلين باريس، روما، الصخيرات، طنجة، القاهرة، الجزائر)، وبعضها تحت إشراف الأمم المتحدة. لكنها في النهاية تباينت من حيث النتائج ولم تصل في مجملها إلى الهدف النهائي ألا وهو انهاء الخلاف بين الفرقاء الليبيين، واجراء انتخابات وطنية موحدة، والانتقال إلى مرحلة جديدة تقوم على سيادة ووحدة البلاد.
وطرح الأستاذ القادري سؤالا ، لماذا فشلت كل هذه المحاولات في تحقيق الهدف المنشود؟
وفي إجابته أبرز أنه ، لا بد ان نميز بين المبادرات التي تجري بنية صادقة وخالصة لتحقيق السلام في ليبيا، وبين المبادرات التي يبحث اصحابها عن رقعة في ليبيا لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية.
لكي نقوم بذلك، يجب ان تحلى بامريين اساسيين، الأمر الاول، هو الشجاعة لنسمي الامور بمسمياتها بعيدا عن المواربة الديبلوماسية.
والأمر الثاني هو الموضوعية التي من خلالها يجب ان نفتح عيون الإخوة الليبيين على حقائق الامور، وبدل ان ينصت بعضهم لأطراف خارجية يجب ان ينصتو لبعضهم وينثت الجميع إلى مصلحة ليبيا موحدة وآمنة وقوية.
من هنا، نضع اليد في صلب المبادرة المغربية، التي تتجرد من الذاتية وتعمل في إطار التوصيات الاممية التي تلخص لنا خارطة الطريق نحو ليبيا المستقرة.
هذه العبارة تشكل جوهر الديبلوماسية المغربية في التعاطي مع الملف الليبي، وكادت ان تحقق الهدف النهائي من المباحثاث الليبية، لكن تدخل أطراف اخرى، بمبادرات اخرى شتت تفكير الفرقاء الليبية مما جرها بعيدا عن تحقيق السلام، فحملت بعض الفصائل الليبية الاسلحة في وجه بعضها البعض.
من هنا جيب ان نؤكد ان مبادرات سلام بشأن ليبيا عقدت بعد إعلان الصخيرات في كل من فرنسا والمانيا وإيطاليا، فضلا عن لقاءات في مصر والجزائر وبعض الامكنة الأخرى لم يكن الهدف منها هو تشتيت محصلة لقاءات الصخيرات التي كانت تمت تحت اشراف الامم المتحدة.
للنظر في صلب هذا الموضوع، نجد اطراف دولية متدخلة في الشان الليبي بطريقة مباشرة، واحيانا عبر اطراف إقليمية. وبالتالي فإن مصلحة تلك الأطراف هي ما جعلت الساحة الليبية دائمة الاشتعال.
لا نريد ان نصب الزيت على النار، بشرح تفاصيل التدخلات الدولية والإقليمية في ليبيا، ولا نسعى لكشف الادوار التي قامت بها تلك الاطراف، ولكن من اجل فهم الخارطة الجيو سياسية المحيطة بالشان الليبي، لا يجب ان نغفل اسماء دول مثل روسيا وفرنسا وايطاليا والمانيا وتركيا، فيما تولت دول في الجوار مهمة دعم هذا الطرف او ذلك كما هو الحال بالنسبة للجزائر ومصر.
وفي ختام كلمته لم يغفل رئيس جامعة كفاءات العالم ، تأثير ما يجري في ليبيا على دول الجوار، " وهنا يجب ان تتوفر الارادة الحقيقية في إخماد نار الفتنة في ليببا وليس في اذكاءها وهذا ما تسعى اليه المبادرة المغربية التي تقوم على دعوة الجميع في ليبيا للانثات الى الجميع الليبي، وليس الى من هم خارج ليبيا.
من الناحية الجيو سياسية، وبما ان من الصعب تحقيق توافق بين الفرقاء الليبيين ما لم يتحقق التوافق بين الاطراف الاجنبية المتدخلة في ليبيا، فأنه ما من حل إلا اذا كان الحل ليبيا مائة في المائة، وهذا ما يدعو اليه المغرب." للمزيد من التفاصيل تابعوا الفيديو التالي :