
لم يسبق للغرفة الفلاحية لجهة الرباط سلا القنيطرة أن عرفت تراجعا وارتباكا كبيرا مثلما تعيشه اليوم في عهد السيد محمد البويحياوي الوافد الجديد على الغرفة والذي بات يدبر الشأن الفلاحي وكأنه يدبر شؤونه الخاصة ، فما معنى أن يعقد الدورة العادية اليوم لشهر مارس وراء أبواب مغلقة ؟ علما أن جدول أعمال الدورة الموجه للسادة أعضاء مجلس الغرفة ينص على كونها مفتوحة .
ثانيا ،أين هم موظفو الغرفة الذين تركوا الصحفيين يصطدمون مع حراس شركة الأمن التي انتدبها الرئيس لتبليغ المنع والذي لم يعرضه على المنتخبين للتصويت عليه و أخذ القرار باعتبار أن المجلس هو الذي يقرر و السيد الرئيس ينفذ مقررات المجلس ؟
أكيد أن السيد الرئيس منزعج من الإعلام الجاد والمسؤول الذي غطى وقائع الدورة السابقة ونشر فضائحهم الذي انفجرت في الجلسة السابقة وربما دورة اليوم سيثير بعض الأعضاء اختلالات خطيرة سجلت خلال هذه الفترة من الولاية الجديدة كاقتناء أدوات دون الرجوع لمكتب المجلس أو عرضها على الجمعية العمومية ... فهل سيتدخل المجلس الأعلى للحسابات ويفتحص مالية هذه المؤسسة الدستورية التي روائح الشبهة تنبعث منها وتزكم النفوس ؟
إن الغرف الفلاحية على مدى عقود من الزمن عرفت إصلاحات مؤسساتية وتنظيمية مهمة. وفي هذا السياق، تم إجراء إصلاح شامل للإطار القانوني سنة 2009 مع دخول القانون رقم 27.08 المتعلق بالنظام الأساسي للغرف الفلاحية حيز التنفيذ، الشيء الذي مكن من تحسين الطابع التمثيلي للغرف الفلاحية وتكييف مهامها وتعزيز أنظمتها الداخلية.
مع إطلاق مخطط المغرب الأخضر، عرفت الغرف الفلاحية منذ سنة 2009، إصلاحات مؤسساتية وتنظيمية ملحوظة، أدت إلى إعادة تنظيم هذه المؤسسات على الصعيد الإقليمي، وإعادة هيكلة إطارها المؤسساتي والقانوني بهدف تحسين تمثيليتها وتكييف مهامها، وتعزيز تنظيمها الداخلي، فضلا عن تقوية مجال تدخلها الميداني عبر الوسائل المادية والبشرية الضرورية.
ففي الوقت الذي تتولى الغرف الفلاحية مهمة تمثيل الفلاحين ومربي الماشية والدفاع عن مصالحهم لدى السلطات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية و تقديم الاستشارات والمعلومات والاقتراحات والملتمسات التي تهم القطاع الفلاحي والتنمية القروية ، يسجل اليوم تراجع كبير للمستوى والإساءة للغرفة الفلاحية التي ينتمي رئيسها لهيئة سياسية حققت مكاسب للفلاحين ومخططات من أجلهم لكن بتسييره يتعارض مع الفلسفة التي يشتغل بها الحزب ويضرب عرض الحائط توصياتهم .